أبرز الأحداث التاريخية

منذ انطلاقتها في العام 1920، سطّرت مازدا قصة نجاح ملهمة من النجاح والابتكار، متجاوزةً التحديات برؤية تجمع ما بين المرونة والشغف بالتطوير. وأصبحت مازدا رمزًا عالميًا للتفوق الهندسي وتجارب القيادة الاستثنائية التي تلهم العملاء وتخدم المجتمع. وانطلاقاً من روح الإبداع والتحدي، تُواصل الشركة تقديم منتجات استثنائية تجمع ما بين الأداء والجودة والالتزام العميق بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، مؤكدةً رؤيتها في تقديم قيمة مضافة تلبّي تطلعات الحاضر وتساهم في بناء مستقبل أفضل.

1920-1945
من تصنيع الفلين إلى صناعة الآلات

انطلقت رحلة مازدا في العام 1920 مع تأسيس شركة "Toyo Cork Kogyo Co., Ltd". وفي العام 1921، نجح الرئيس الثاني للشركة، جوجيرو ماتسودا، في تطوير ألواح فلين مضغوطة إلا أن حريقاً كبيراً أتى على 70% من منشآت الشركة. وأثناء إعادة البناء، قرر ماتسودا تحويل نشاط الشركة إلى صناعة الآلات، وهو المجال الذي كان يمتلك فيه خبرة كبيرة. ومع حلول العام 1927، تغير اسم الشركة إلى "Toyo Kogyo Co., Ltd”، وبدأت الشركة في العام 1931 بتصنيع السيارات في مصنعها الجديد بقرية فوشو (التي أصبحت لاحقًا بلدة فوشو) ونقلت مقرها الرئيسي من هيروشيما.

وأطلقت الشركة شاحنة "مازدا-جو" ثلاثية العجلات، التي سرعان ما تصدرت علامتها التجارية سوق الشاحنات ثلاثية العجلات في اليابان، بفضل الحملات التسويقية المبتكرة. وتوسعت الشركة في إنتاج أدوات الماكينات ومثاقب المناجم وقوالب القياس.
وكانت ردود أفعال السوق الإيجابية حافزاً كبيراً للشركة لمواصلة تميزها وتفوقها الهندسي حيث استثمرت في البحث والتطوير لإنتاج سيارات ركّاب صغيرة. ولكن ظروف الحرب العالمية الثانية أجبرتها على التحول إلى الإنتاج العسكري حيث قامت بتصنيع الأسلحة وقطعها بناءً على أوامر الجيش والبحرية اليابانية.
ورغم الدمار الذي خلفته القنبلة الذرية في مدينة هيروشيما، خرجت منشآت Toyo Kogyo بأضرار محدودة، وبدأت جهودها لإعادة الإنتاج والمساهمة في إعادة إعمار المدينة من خلال تقديم المساعدات الإغاثية لضحايا الكارثة النووية واستضافة الهيئات الحكومية للعمل مؤقتاً في مقراتها.

1946-1974
دخول سوق سيارات الركاب

رغم التحديات المتمثلة في نقص المواد وقطع الغيار في أعقاب الحرب، نجحت شركة Toyo Kogyo في تحقيق إنتاج شهري تجاوز 3,000 مركبة بحلول العام 1953. خلال تلك الفترة، بدأت الشركة في بناء شراكات تقنية مع شركات عالمية لاستقدام أحدث تقنيات التصنيع مثل تقنية صب القوالب القشرية. وكان الهدف من هذه الشراكات تعزيز كفاءة العمليات والإعداد لدخول سوق السيارات ذات الأربع عجلات إضافة إلى تعزيز قدرة شاحناتها ثلاثية العجلات على المنافسة مما ساهم في ترسيخ مكانتها الرائدة في السوق.

وشهد العام 1960 إنتاج R360 Coupe وهي أول سيارة ركّاب من مازدا في مصنع متطور يُدار عبر أنظمة تحكم حاسوبية، لتبدأ الشركة رحلتها نحو تصنيع السيارات وتمكنت سيارات الركّاب الصغيرة من تحقيق مبيعات قوية مما جعل Toyo Kogyo تتربع على عرش إنتاج السيارات في اليابان لثلاث سنوات متتالية.
وحرصت الشركة آنذاك على تعزيز تشكيلتها من الطرازات الصغيرة، وفي الوقت نفسه استثمرت في مشاريع بنية تحتية رئيسية مثل بناء مصنع أوجينا ومنشأة الاختبار ميوشي. كما خاضت Toyo Kogyo تحدياً كبيراً لتطوير المحرك الدوار (RE) الذي اعتُبر حينها "محرك الأحلام" لمهندسي السيارات. وبعد سنوات من العمل الجاد، نجحت الشركة في إنتاج هذا المحرك وأطلقت في العام 1967 سيارة Cosmo Sports الرياضية، أول سيارة في العالم تعمل بمحرك ثنائي الدوارات مما أكد ريادتها الهندسية. وفي الوقت ذاته، بدأ تصدير سيارات الشركة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية يأخذ منحى تصاعدياً.
وحظي المحرك الدوار (RE) باهتمام واسع بفضل أدائه العالي وتأثيره البيئي المحدود إلا أن استهلاكه المرتفع للوقود شكّل نقطة ضعف كبيرة. وأدى الارتفاع الحاد في أسعار النفط خلال أزمة النفط الأولى إلى انخفاض كبير في مبيعات سيارة Cosmo Sports مما دفع Toyo Kogyo إلى تعديل استراتيجيتها القائمة على المحركات الدوارة بشكل جذري.

1975-1995
التوسُّع وانطلاق عمليات الشركة في مُختلف أنحاء العالم

بعد إجراء تقييم شامل لمجموعة طرازاتها، قررت شركةToyo Kogyo طرح مركبات بتصميم جديد طراز(Familia AP) وسيارة النقل الصغيرة (Bongo). ومع ذلك، لم تتخل الشركة عن المحرك الدوار إذ قامت باستخدامه في السيارات الرياضية المتخصصة مثل (Savanna RX-7) للاستفادة من مزايا المحرك المدمج عالي الأداء. وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة هويتها المؤسسية وركزت على تعزيز هويتها البصرية من خلال الشعار الخاص بها.

وفي العام 1979، عقدت الشركة تحالفًا استراتيجيًا مع شركة Ford Motor لتعزيز مكانتها التجارية. وبدأت الشركة في التصنيع لصالح "فورد" بدءًا من المركبات التجارية الصغيرة وحتى وحدات ناقل الحركة وسيارات الركاب الصغيرة مما أدى إلى بلوغ إنتاجToyo Kogyo ما يفوق مليون وحدة سنويًا. وفي العام 1982، تم بناء مصنع جديد في مدينة هوفو بمقاطعة ياماغوتشي ليكون أحد أبرز مواقع الإنتاج التابعة للشركة في اليابان. وتوالت الأخبار السارة عندما فازت سيارات الدفع الأمامي طراز(Familia) و(Capella) بجائزة سيارة العام في اليابان. وبعد مرور عامين، غيّرت الشركة اسمها إلى Mazda Motor Corporation بما يتماشى مع اسم علامتها التجارية.
وفي أواخر الثمانينات، تعرضت "مازدا" لضربة شديدة جراء الارتفاع المفاجئ لقيمة الين الياباني بسبب اعتمادها الكبير على التصدير. ومن ثم، حولت الشركة تركيزها بسرعة نحو السوق المحلية. ومع توقعاتها بمواصلة نمو سوق السيارات الفاخرة سريع التوسع في اليابان، وضعت "مازدا" خطة لإضافة طرازات جديدة، تحديدًا من فئة سيارات السيدان متوسطة الحجم ذات المحركات سداسية الأسطوانات (V6) عالية الأداء. وواصلت الشركة تسريع وتيرة تطوير الطرازات الفاخرة والتقنيات المبتكرة، كما أطلقت اثنين من خطوط الإنتاج الجديدة وهما: (EUNOS) للسيارات الفاخرة، و (AUTOZAM)للسيارات الصغيرة، مما أكمل هيكل مبيعات الشركة المحلي المكون من خمس قنوات. وبالإضافة إلى استيراد السيارات من أوروبا وسيارات "فورد" المصنعة في الخارج، خاضت "مازدا" نفسها التحدي لتحقيق مبيعات محلية تصل إلى 800,000 وحدة.

1996-2009
تطوير استراتيجية العلامة التجارية

أدى انفجار فقاعة الأصول اليابانية إلى تراجع حاد في السوق، لتجد "مازدا" نفسها في مواجهة أزمة مالية كبيرة. ولم يكن أمام الشركة خيار سوى إعادة النظر في استراتيجية التوسع الخاصة بها، لذا وضعت سلسلة من التدابير الطارئة وقامت بتعزيز تحالفها مع "فورد". وفي العام 1996، رفعت "فورد" حصتها في "مازدا" من 25% إلى 33.4%، وعينّت أول رئيس ومدير تنفيذي غير ياباني لشركة "مازدا" قام بقيادة عملية شاملة لتنظيم سير العمل وتبسيط إجراءاته.

ولإعادة الشركة إلى مسار النمو، تم تحديد استراتيجية العلامة التجارية كأولوية أساسية. وكانت مجموعة "فورد" تمتلك بالفعل العديد من العلامات التجارية للسيارات، لذا كانت بحاجة إلى تحديد موقع "مازدا" ودورها داخل المجموعة بوضوح. وبينما شرعت "مازدا" في تنفيذ خطتها الإدارية متوسطة المدى، التي أُطلق عليها اسم "خطة الألفية"، والتي شملت إغلاق بعض المصانع وتقليص القوى العاملة، طورت الشركة طرازات جديدة تعكس هوية العلامة التجارية التي تم تحديدها بناءً على استراتيجيتها الجديدة. وتحت شعارها العالمي "زوم-زوم"، أطلقت "مازدا" مجموعة من طرازات السيارات الأكثر شهرة عالميًا، أبرزها (Atenza) و(Demio) و(Axela) لتأسيس هويتها الجديدة. وفي العام 2007، أعلنت الشركة عن رؤية بعيدة المدى لتطوير التكنولوجيا أطلق عليها اسم خطة "زوم-زوم" المُستدامة. وبهدف تحسين متوسط كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 30%، أعلنت "مازدا" عن التزامها بتحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي بشكل جذري لتحقيق متعة القيادة مع مراعاة أعلى معايير البيئة والسلامة العالمية. وبعد انهيار بنك "ليمان براذرز"، باعت "فورد" تدريجيًا أسهمها في "مازدا" مما أنهى إدارتها للشركة التي دامت 12 عامًا. ومن خلال اتخاذ إجراءات إصلاحية سريعة مثل تخفيض التكاليف وبذل جهود مكثفة لتأمين التمويل، واصلت "مازدا" جهودها لتعزيز مكانتها وضمان نجاحها المستمر.

2010-اليوم
فترة من التغيير المتواصل والاهتمام الفائق بتطوير الأعمال

بفضل تقنيات SKYACTIV المتطورة وفلسفة التصميم الجديدة التي يُطلق عليها
“KODO – Soul of Motion design”، نجحت "مازدا" في الارتقاء بتصاميمها وأدائها إلى مستويات غير مسبوقة. كما قدمت الشركة مفهوم التصنيع المبتكر Monotsukuri الذي يستهدف التخطيط المتكامل لمجموعات المنتجات الجديدة لتحقيق التوازن المثالي بين التوافق والتنوع، مما يضمن تصنيع السيارات بكفاءة عالية.

وتُعد سيارة (Mazda CX-5) التي أُطلقت في العام 2012، أول طراز من الجيل الجديد لمنتجات "مازدا" التي حظيت جميعها بإشادة واسعة في الأسواق العالمية. كما أسهم محرك الديزل الصديق للبيئة الذي ابتكرته "مازدا" في خلق سوق جديدة بالكامل. وعملت "مازدا" أيضًا على تعزيز أعمالها في الأسواق الناشئة حيث بدأت التصنيع محليًا في فيتنام وماليزيا وروسيا، بالإضافة إلى افتتاح مصنع جديد في المكسيك. وفي منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وفي ظل التحولات الجذرية التي شهدتها صناعة السيارات، أعلنت "مازدا" عن تحالفها مع شركة "تويوتا موتور" لبناء مصنع في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن التعاون المشترك لتطوير تقنيات السيارات المتصلة والسيارات الكهربائية.
وتحت مظلة خطتها المستدامة لتطوير التكنولوجيا "زوم-زوم 2030"، تبنّت "مازدا" نهجًا شاملاً لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فضلًا عن توليد الطاقة بشكل أكثر مراعاة للبيئة. كما شملت الرؤية أيضًا استراتيجية "مازدا" للحلول المتعددة التي تجمع ما بين الاستخدام الأمثل لمحركات الاحتراق الداخلي والتقنيات الكهربائية بما يُحافظ على البيئة ويُلبي احتياجات العملاء في الوقت ذاته.
وفي الذكرى المئوية لتأسيس "مازدا" في العام 2020، أطلقت الشركة (MX-30) وهي أول سيارة كهربائية تقوم "مازدا" بإنتاجها بكميات كبيرة في أوروبا. وفي العام 2022، كشفت الشركة عن سلسلة من سيارات "مجموعة المنتجات الكبيرة" التي شهدت تطورًا كبيرًا في تعزيز متعة القيادة بالإضافة إلى اعتماد أفضل تقنيات البيئة والسلامة.
وخلال السنوات الأخيرة، وضعت "مازدا" دعائم رئيسية لتسهيل التحول إلى مستقبل خالٍ من الكربون. وفي إطار فلسفتها المؤسسية المحدّثة، تعمل الشركة على تسريع وتيرة مبادارتها للانتقال إلى مجتمع أكثر اعتمادًا على الكهرباء.